الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
---------- الملخص ---------- في ليل الريف الساكن، حيث يذوب الصمت في ظلال الحقول، يُسمع النداء... همس أنثوي رخيم يلفظ اسمك كما لم ينطقه أحد من قبل. ومن يجرؤ على الإجابة، يذوب في الظلام... كأنه لم يكن. يقولون إنها مجرد أسطورة، حكاية تروى حول النيران في الليالي الباردة... لكنني – لسوء حظي – أعرف أن الأسطورة لا تولد من فراغ. هناك دائمًا دماء تُهرق كي تحيا، وعيون زائغة تشهد أنها كانت هنا. أنا لا أبحث عن الرعب... هو الذي يجدني دومًا. وهذه المرة وجدت نفسي وجهًا لوجه مع "النداهة"، الكابوس الذي لا يكتفي بأن يقتلك، بل يُغريك بالذهاب إليه طائعًا، عاشقًا، راضيًا. فلتكن شجاعًا إذن، واقرأ... لكن تذكر: إن سمعت صوتًا يناديك باسمك هذه الليلة، فلا تجب. ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ نبذة عن أحداث الرواية ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ أنا، العبد لله، رفعت إسماعيل... طبيب أمراض الدم المتقاعد، والخبير غير الرسمي – وغير السعيد بذلك – في شتى ألوان الرعب والمسوخ والمخلوقات التي كان يفترض أن تبقى حبيسة الأساطير. لكن، وكما تعلمون، الأسطورة لا تموت، إنها فقط تتوارى قليلًا لتفاجئك في لحظة غفلة. وهذه المرة كان الدور على "النداهة"... #### 🪶 البداية: صوت من العدم =============== القصة بدأت حين رويت لي الحكاية عن امرأة غريبة الصوت، لا يراها الناس إلا على أطراف القرى، بين الحقول والسواقي. لم تكن مجرد امرأة، بل **صوت**، نداء يأخذ شكل اسمك، يهمس في أذنك من حيث لا تدري. من يسمعه... يذهب. ومن يذهب... لا يعود أبدًا إلا جثة طافية أو عقل تائه. وهنا – كما هي عادتي – قلت لنفسي: "جميل جدًا، يبدو أن حظي السعيد قد قرر أن يرسل لي نزهة ريفية مع لمسة من الجنون!". --- #### 🌾 الرحلة إلى القرية =========== وصلت القرية مع بعض الرفاق لأستقصي الأمر. الليل هناك لم يكن عاديًا: صمت خانق، وهدوء يسبق العاصفة. حتى الكلاب، تلك الكائنات الوفية التي لا تصمت أبدًا، بدت وكأنها تعلم شيئًا لا نعلمه نحن. كنت أحاول أن أبدو عقلانيًا كعادتي، لكن في الحقيقة، كان قلبي يدق أسرع من قطار الصعيد في أيام عزّه. أهل القرية، بوجوههم المتوجسة، حذرونا: "لا تقتربوا من الساقية بعد المغرب... ولا تجيبوا النداء". نصيحة جيدة جدًا بالمناسبة... ليتني أستطيع أن أعمل بها أنا أيضًا! --- #### 👁️ اللقاء الأول ======= في إحدى الليالي... سمعت اسمي. لا، لم يكن مجرد وهم. كان الصوت أنثويًا، رخيمًا، يحمل في طياته وعدًا غامضًا لا يقاوم. كل خلية في جسدي أرادت أن تتحرك، أن تلبي. لكن عقلي – المرهق الذي أرهقته عشرات الأساطير – كان يصرخ: "إياك أيها الأحمق!". وبالفعل، ظللت مكانى. لكن آخرين لم يكونوا بنفس الحذر... ووجدنا صباحًا جثة شاب غارقًا وعيناه زائغتان كأنه رأى شيئًا لم يكن من المفترض أن يُرى. --- #### 🩸 تصاعد الرعب ========= كل ليلة... كانت النداهة تعود. وكل مرة، يسقط ضحية جديدة. الرعب لم يكن في موتهم فقط، بل في الطريقة التي ماتوا بها: وجوه مشدوهة، ابتسامة غامضة، كأنهم ماتوا سعداء بالذهاب معها. وهذا هو الرعب الحقيقي: أن يُغريك الموت... أن يبدو لك جميلًا. كنت أكتب في دفتري – كالعادة – وأحاول أن أتماسك بالفكاهة: "رفعت يا بني، لقد قضيت شبابك بين المجلات العلمية والكتب، أليس من الأفضل أن تموت على يد امرأة – حتى لو كانت شبحًا – بدلًا من أن تموت وحيدًا بجوار مكتبتك؟". --- #### 🌙 المواجهة ====== في الليلة الحاسمة، قررت أن أواجهها. نعم، أعلم أنكم ستقولون: "أنت مجنون يا رفعت!"، لكن صدقوني، عندما تجد نفسك وسط سلسلة من الأساطير، يصبح الجنون هو الخيار الأكثر منطقية. خرجت إلى الحقول مع بعض الفوانيس... وانتظرنا. فجأة... سمعنا الصوت. ياللعنة! كان ينادي هذه المرة باسمي مرة أخرى. لا أخفيكم، قدماي كادتا تتحركان رغماً عني. لكني تماسكت، وأخذت أقرأ بعض التعاويذ الشعبية التي جمعها الفلاحون. ثم رأيتها... عيون متقدة، جمال لا يُصدق، وملامح كأنها ليست من هذا العالم. لم تكن بشرًا. ولم تكن جنيّة بالمعنى التقليدي. كانت شيئًا بينهما... أسطورة ولدت من خوف الناس، وكبرت على دمائهم. --- #### 🪦 النهاية المفتوحة ========== هل نجونا؟ نعم... مؤقتًا. هل اختفت النداهة؟ لا. لقد فهمت الحقيقة: **النداهة ليست كائنًا واحدًا، إنها فكرة، أسطورة تتجسد حيثما وُجد الخوف**. قد تراها في قريتنا، وقد تراها أنت غدًا في قريتك، حين تسمع من يناديك باسمك في منتصف الليل... ولأنني رفعت إسماعيل، فلا بد أن أنهي القصة بجملة فلسفية سخيفة: "الأسطورة لا تموت... لكنها تجدد اشتراكها الشهري في رعبنا". --- 🔚 وهكذا كانت أسطورة النداهة: رعب يتسلل من بين الحقول، ممزوجًا بفكاهة بائسة أحاول بها أن أتماسك، وأنا أعلم أن الليل طويل... وأن الأسطورة لم تنتهِ.